الاثنين، 30 مايو 2016

كاسبرسكي لاب: شحن الهواتف قد يؤدي الى سرقة بيانتها


 في أعقاب تجربة أولية قام خبراء كاسبرسكي لاب بإجرائها توصلو إلى احتمال تعرض الهواتف الذكية للاختراق عندما يتم شحنها باستخدام وصلة USB عادية متصلة بأي جهاز حاسوب. ويعكف الباحثون حاليًا على تقييم مدى تأثير مثل هذه الحالات وتداعياتها على البيانات الشخصية في الهواتف وطرحت كاسبرسكي لاب المتخصصة في أمن المعلومات سؤالًا: “هل تساءلت يومًا عن مدى سلامة هاتفك الذكي وبياناتك الشخصية عندما تقوم بشحن جهازك عن طريق وصله بمنافذ الطاقة المتوفرة مجانًا في الأماكن العامة كالمطارات والمقاهي والمتنزهات والمواصلات العامة؟
وأضافت الشركة الروسية: وهل تعرف كذلك ما هو نوع وحجم البيانات التي يتبادلها جهازك مع هذه النقاط أثناء فترة شحنه؟.هذا بدوره أثار فضول باحثي كاسبرسكي لاب، مما دفعهم لإجراء بحوث للتوصل إلى إجابات على كل هذه التساؤلات وفي إطار هذا البحث، قام خبراء كاسبرسكي لاب باختبار عدد من الهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة تشغيل ذات إصدارات مختلفة من أنظمة أندرويد وآي أو إس من أجل فهم نوع البيانات التي ينقلها الجهاز إلى مصادر خارجية أخرى عندما يكون متصلًا إلى أي جهاز حاسوب شخصي أو ماك لغرض الشحن.
وأظهرت نتائج الاختبار بأن الهواتف المحمولة تكشف عن مجموعة كاملة من محتوى البيانات إلى جهاز الحاسوب أثناء مرحلة الاتصال الأولي Handshake (أي فترة الاتصال التمهيدي بين الهاتف المتنقل وجهاز الحاسوب المتصل به) وتشمل تلك البيانات، اسم الجهاز والشركة المصنعة له ونوعه ورقمه التسلسلي ومعلومات عن البرامج المثبتة عليه ونظام التشغيل وقائمة الملفات ورمز تعريف الرقاقة الإلكترونية.
وقالت كاسبرسكي لاب إن حجم البيانات التي تُرسل أثناء مرحلة الاتصال الأولي Handshake يختلف باختلاف الجهاز والمضيف، إلا أن كل جهاز هاتف ذكي يقوم بنقل مجموعة البيانات الأساسية ذاتها، مثل اسم الجهاز والشركة المصنعة له ورقمه التسلسلي وعلى الرغم من عدم الإعلان رسميًا عن الحالات الفعلية التي انطوت على استخدام محطات شحن وهمية، إلا أنه كان من اللافت، وفقًا لكاسبرسكي، انتشار ظاهرة سرقة البيانات من الهواتف المحمولة المتصلة بأجهزة الحاسوب في الماضي.
وضربت الشركة على ذلك مثالًا عندما اُستخدمت هذه التقنية في عام 2013 كجزء من حملة التجسس الإلكتروني التي عرفت باسم حملة Red October. واستغلت عصابة إلكترونية عرفت باسم Hacking Team أيضًا خدعة الاتصال بأحد أجهزة الحاسوب لتلغيم الأجهزة المحمولة بالبرمجيات الخبيثة وتمكنت هده العصابات الإلكترونية من إيجاد وسيلة لاستغلال منصة تبادل البيانات الأولية المفترض أنها آمنة ومحمية والتي تربط بين الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب التي كان يتم وصلها بها.
ومن خلال التحقق من بيانات التعريف الشخصي الواردة من الجهاز المتصل، تمكن القراصنة من وضع يدهم على نوع الجهاز الذي كان الضحية يستخدمه وبالتالي تطوير هجومهم باختيار وسيلة الاستغلال الأكثر ملاءمة لتلك الحالة بالتحديد وأشارت كاسبرسكي لاب إلى أنه لم يكن بوسع القراصنة شن تلك الهجمات بهذه السهولة لو لم تقم الهواتف الذكية بإجراء تبادل تلقائي للبيانات مع أي جهاز حاسوب عند توصيلها بمنفذ شحن الطاقة USB.
ويحذر أليكسي كوماروف، الباحث في كاسبرسكي لاب بالقول، من الغريب أن نرى وبعد مضي ما يقارب العامين على التجربة الأولية التي أجرتها كاسبرسكي لاب، كيف يمكن للهواتف الذكية أن تتعرض للإصابة عن طريق منفذ شحن الطاقة USB، وكيف أن هذا النهج الهجومي لايزال نشطًا حتى يومنا هدا وأضاف كوماروف: “والمخاطر الأمنية الناشئة عن هذه الحالات واضحة للعيان: ففي حال كنت من المستخدمين الاعتياديين لأجهزة الهواتف المحمولة، فمن الممكن أن تكون مراقبًا من خلال بيانات التعريف الشخصية الخاصة بك والمخزنة على هاتفك المحمول، أو قد يتم تلغيم هاتفك خلسة بأي نوع من البرمجيات الخبيثة مثل Adware أو برمجية الفدية الخبيثة Ransomware“.
وأشار كوماروف إلى أنه في حال كنت من أحد صانعي القرار وتعمل في كبرى الشركات المهمة فقد تصبح مستهدفًا من قبل القراصنة المحترفين.وزاد كوماروف إلى القول: “وأنتم أيضًا، لا حاجة بكم لأن تكونوا على قدر عال من المهارة والحرفية حتى تتمكنوا من شن مثل تلك الهجمات، إذ إنه من السهل عليكم العثور على كافة المعلومات التي تلزمكم عبر الإنترنت وتوصي كاسبرسكي لاب المستخدمين الراغبين بحماية أنفسهم من مخاطر التعرض لأي هجوم محتمل عن طريق إحدى منافذ شحن الطاقة غير المعروفة أو أجهزة الحواسب غير الموثوقة، باستخدام فقط منافذ شحن الطاقة USB وأجهزة الحواسب الموثوقة لشحن الهاتف.
كما توصي الشركة المستخدمين بحماية هواتفهم الذكية بوضع كلمات مرور خاصة بهم، أو بطريقة أخرى مثل التعرف على المالك بواسطة البصمة والحرص على عدم إبقاء الجهاز مفتوحًا أثناء شحنه ويتعين على المستخدمين أيضًا استعمال تقنيات التشفير والحاويات الآمنة (مناطق محمية على الهاتف المتنقل وتكون مخصصة فقط لعزل وتخزين المعلومات الحساسة) لحماية البيانات الشخصية كما يتعين عليهم حماية الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب من البرمجيات الخبيثة باستخدام حلول أمنية مثبتة. ومن شأن هذا، وفقًا لكاسبرسكي لاب، أن يساعدك على الكشف عن البرامج الخبيثة حتى في حال استخدام وسيلة شحن مخترقة أمنيًا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق